الزواج الناجح هو شراكة بين اثنين ناضجين يعرفان معنى المشاركة و على استعداد للتضحية من أجل إنجاح هذه العلاقة وبناء المستقبل معاً، والمشاركة تكون في الأمور المادية والمعنوية على حدٍ سواء، فكما يتشارك الزوجان المأكل والمشرب والمضجع فإنهما أيضاً يتشاركان الأفكار والمشاعر والطموح، ويعرف كل منهما دواخل الآخر وتنشأ بينهما رابطة إنسانية يصعب كسرها ويكون كل منهما في حاجة لوجود الآخر بجانبه.
ولقوة هذه الرابطة بينهما فإنه من الصعب على أحدهما تكوين مثلها مع شخصٍ آخر دون إضعاف الأولى وخسارتها، وعلى هذا فإن قرار الرجل بالزواج من أخرى يعني أنه سيخسر علاقته مع زوجته الأولى حتى وإن ظلت معه، أما إن كانت علاقته بزوجته الأولى غير مستقرة وغير قوية فلا جدوى من بقائهما معاً لأن الزواج جُعل من أجل أن يجد المرء مستقرًا سعيداً هادئاً يلجأ إليه.
حكم الزواج الثاني في الإسلام
وقد أباح الإسلام للرجل تعدد الزوجات، ولكن شرطه بالعدل بين الزوجات في الإنفاق وحسن المعاملة وهو ما لن يقدر عليه أكثر الرجال، فإن قدر على العدل في الإنفاق فهو لن يستطيع أن يعدل في حبه ومعاملته لأنه لا يتحكم في قلبه وبالتالي سوف يظلم إحديهما، وأيضاً من شروط التعدد أن يكون هناك سبباً قوياً للإقدام على الزواج الثاني، فلا يحق للرجل أن يتخذ زوجة ثانية لعدة أسابيع أو شهور ليستمتع معها قليلاً ثم يطلقها و يبحث عن غيرها.
هل الملل في العلاقة الزوجية يؤدي للزواج الثاني؟
قد يرى البعض أن الملل هو ما يدفع الرجال للبحث عن زوجة ثانية، ولكن الحقيقة أن الملل قد يصيب الجميع في العلاقات الزوجية رجالاً و نساءًا، و لكن العقلاء من الجنسين يعرفون أن هذه طبيعة العلاقات الإنسانية، وأن البشر قد جُبلوا على سرعة الملل وحب البحث عن الجديد وأنهم بمجرد أن يحوزوا الجديد فإنهم سرعان ما يصيبهم الملل مرةً أخرى فيبحثوا عن غيره وهكذا، فيلجأ أصحاب المنطق للوسائل الصحيحة الناضجة للتخلص من ملل العلاقات الزوجية وإعادة الحب والشغف لعلاقتهما.
وقد يظن الرجال خطأً أن المرأة لا يصيبها الملل وأنها لابد مكتفية بعلاقتها مع شخص واحد، ولكن الحقيقة أن النساء تتسمن بالولاء لأزواجهن أكثر من الرجال، فحتى إن أصابها الملل فهي لن تصرح بذلك كي لا تجرح زوجها، ولن تنسى اللحظات السعيدة التي مرّا بها سوياً، وقد تبحث بنفسها عن وسائل للتخلص من ذلك الملل وإعادة الأمور إلي سابق عهدها ولن تفكر في بدء علاقة مع شخصٍ آخر.
هل الحب المفرط للمرأة تجاه الرجل يؤدي لزواجه الثاني؟
وربما يستغل الرجل حب زوجته له وحرصها على علاقتهما ويستخدم الزواج الثاني كتهديد لزوجته الأولى كي تفعل ما يريد ضد رغبتها، وهذا من صور نقص المروءة، ودليل على عدم احترامه لها واستهتاره بجدية علاقتهما وعليها حينها أن تتخذ موقفاً ضده.
وعلى هذا فإن الزواج الثاني لن يأتي بخيرٍ إلا في حالات نادرة، فعلى الرجل أن يعي ذلك وأن يحترم ذلك الرابط بينه وبين زوجته وأن يعالج التقصير من جانبه حتى تتحقق له السعادة.
المراجع:
https://pairedlife.com/relationships/remarriage-check-list