يعتبر الحبّ هو الفطرة الذي تحكم علاقتنا بالوطن والأرض والحيوان، فالحب الأسمى هو علاقة الإنسان بأخيه الإنسان أيضاًٍ، بل ولا مفرّ لنا إذا أردنا بناء مجتمع متماسك ومتضامن ومتكافل من أن ننشر ثقافة الحب والتراحم بين أبنائه، فالحب هو الفطرة التي تقضي على المشاحنات والكره.
العلاقات التي تحكمها عاطفة الحبّ
يعتبر الحب في الحياه الزوجية شرط أساسي في نجاح الحياه الزوجية وأي علاقات بها حيث أنه لا يمكن أن نتصور بيت يجتمع فيه الزوجين دون أن يكون بين كلا الزوجين حب وعاطفه تجمعهم والجدير بالذكر أن الحب المقصود هنا ليس الغرام والعشق الذي يكون قبل الزواج أي ليس ذلك الحب الذي يتواجد علي صفحات الفيس بوك وفي كلمات الأغاني والقصائد وغيرها مما هو منتشر في هذا العصر وبشكل خاص بين كل الشباب ولكن المقصود بالحب كما قد ورد في كتاب الله وسنه نبيه المصطفي صلي الله عليه وسلم (المودة والرحمة).
تتأثر حياة الطفل أيضا بالحب فعندما يتواجد في البيت مما لا شك فيه انه ينعكس علي كل شيء وبالتأكيد أول ما ينعكس عليه هو الأطفال حيث يكون الأمر ملاحظ بشكل كبير جدا ولكي تتأكد من ذلك عليك إجراء مقارنة عشوائية بين أسرتين لديهم أطفال علي أن يكون هناك حب وألفة بين الزوجين في الأسرة الأولي مثلا ولا يتوافر نفس الشرط في الأسرة الثانية بالتأكيد ستلاحظ أن الأطفال أكثر هدوء وفي التعامل مع الآخرين كما أنك ستجدهم متفوقين دراسيا ومظهرهم حسن وذلك بالطبع في الأسرة الأولي وعلي العكس تماما في الثانية والاستنتاج أن للحب أثره المباشر على الأطفال.
ومن جملة الدوائر الاجتماعيّة التي يوثر عليها الحب في الحياة هم الجيران التي أولاها الإسلام أهميّة خاصة حيث الحاجة الماسّة إلى أن تقوم علاقة الشخص بجيرانه على أساس من المودّة والاحترام المتبادل والحب، لأنّ التباغض بين الجيران يسبّب نكد الحياة ويعكّر مزاج الشخص ويوتّر أعصابه ويجرّ عليه الكثير من المتاعب الاجتماعية والصحيّة، وليس هناك ضامن أو مساعد على تخفيف التوتّر والتشنّج الذي قد ينشب بين المتجاورين أفضل من المودّة الصادقة والمبنية على الثقة والاحترام المتبادل والحب.
كما يؤثر أيضا الحب على مستوى علاقة الحاكم أو المسؤول بالمواطنين أو ما قد يُصطلح عليهم بالرعية، فإنّ المطلوب منه أن يعيش الحبّ لهم وبينهم وأن يهتّم لقضاياهم ولأوجاعهم وأحزانهم ومعاناتهم. نعم كلنا نعلم أنّ شخصيّة الحاكم لا بدّ أن تتحلّى بالحزم والثبات، لكن على أن لا يتحوّل هذا الحزم إلى قسوة أو ظلم أو انتقام او أي وسيله من وسائل العنف، وعلى أن لا يتحوّل الثبات إلى استبداد واستكبار. إنّ الحاكم عندما يحبّ الناس وبالأخص شعبه سيكون ذلك أدعى لأن يعدل بينهم ويعطي كلّ ذي حقّ حقّه، ويهتمّ لأمورهم ويسهر على حل مشاكلهم وإيجاد الحلول اللازمة لمعاناتهم وأما إذا لم ينبض قلبه بحبّ شعبه فلن يهتمّ بهم ولن يصغيَ إلى همومهم ولن تعنيه أوجاعهم على الاطلاقً ولن يصغي إلى شكايتهم.
وفي نهاية المقال عليك عزيزي القارئ أن تعلم أن بدون الحب ستصبح الحياة بدون أي هدف وغير ممتعة، فجميعا نعيش من أجل الحب في الله أو حب أولادنا وشريك الحياة وحب الحياة ذاتها ومحاولة حب انفسنا لإسعادها.