من منا لا يتمني السعادة التي تدوم إلى الأبد، أعني أننا نقابل شخص ما، نتبادل الإعجاب ثم يأتي ذلك الفيض الجميل من المشاعر، في بداية العلاقات يبدو كل شئ ورديا، لا تكاد تري عيبا في حبيبك وترسم معه مستقبلا جميلا لا حزن فيه و لا خيبات أمل، تستثمر كل ما لديك في هذه العلاقة … تريدها أن تنجح بالطبع، لكن للأسف قد لا تجري الأمور دائما كما نحلم و نخطط، قد تنكشف لنا من عيوب شريكنا ما لايمكننا التعايش معه أبدا، قد يسئ إلينا شريكنا بأشكال كثيرة لا ينبغي لنا قبول أي منها، الإساءة بكل أنواعها لابد من رفضها ووضع حد لها، ولكننا قد نختار عدم رؤيتها أو التجاوز عنها لأننا بالطبع لا نريد التخلي عن أهم ما لدينا، لا نريد خسارة شئ تعبنا في بنائه إلي هذا الحد، اتفهم مدي صعوبة الأمر لكنه بالتأكيد أفضل من البقاء في علاقة مسيئة فشلت كل محاولات إصلاحها.
إذن كيف نعرف أننا نتعرض للإساءة من شريكنا؟
ليست كل الاساءات واضحة كالعنف الجسدي أو اللفظي أو حتي الجنسي، بعض الاساءات قد لا تكون ظاهرة ولكن تأثيرها سوف تلحظه عليك بالتأكيد، علي سبيل المثال إن كان شريكك ممن يلجأون إلى الابتزاز العاطفي ليجعلك توافق علي بعض الأمور التي لا تريدها، كأن يتهمك بأنك توقفت عن حبه أو أنك لا تهتم له لمجرد عدم رغبتك في فعل شئ ما كشراء غرض ما أو مقابلة الأصدقاء أو حتي العلاقة الخاصة بينكما، إنه يشعرك بالذنب فتجد نفسك مضطرا للقيام بهذا الأمر حتي وإن كان لديك سبب حقيقي للرفض، مع التكرار ستشعر بفقدان الطاقة ويغلب عليك الضيق والحزن بسبب أنانيته وعدم تقديره، لابد من المواجهة ووضع حد لذلك الأمر.
مثال آخر للإساءة الخفية هو التملك المبالغ فيه من أحد الشريكين للآخر فتجده يريدك أن تقضي أوقاتك كلها معه، يمنعك من رؤية أصدقائك ولا يريد أن يكون لك أنشطة تقوم بها أو وقتا خاص بك تستمتع به، دائما يريد ان تكون انت شغله الشاغل والوحيد، هذا بالتأكيد مرفوض وتجد أثره عليك متمثلا في الانطفاء والشعور بالضيق والتعاسة.
مثال آخر هو التقليل المستمر منك، هو دائما يري عيبا ما أو مشكلة يجب إصلاحها، لا يشجعك أبدا بل تجد كلامه غالبا ما يحوي سخرية منك أو مقارنتك بشخص آخر يري أنه أفضل منك، ستجد نفسك لا شعوريا تحاول ارضاؤه و هو ما لن تنجح فيه بالتأكيد،
توقف ستفقد نفسك و ما يميزك وسيصيبك الإحباط و لغضب، الحل مجددا هو المواجهة تذكر دائما أنك أغلي من أن تخسر نفسك في علاقة مسيئة.