الزواج ليس قراراً سهلاً، ولا يجب أن تنظر له على أنه المصير النهائي والحتمي لعلاقات الحب، فهذه نظرة قاصرة وساذجة، الحب لا يكفي لإنجاح الزواج، فمقومات الزواج الأساسية لا تتضمن الحب ولهذا الزواج التقليدي المعروف بزواج الصالونات يمكن أن ينجح رغم عدم قيامه على علاقة حب سابقة وزواج الحب قد يفشل رغم حب الشريكين لبعضهما كثيراً.
الزواج يقوم على عدة أمور إن امتلكتها وعرفتها عن نفسك فأنت جاهزٌ للزواج وتلك الأمور تتضمن
تحمل المسئولية
رغم أن البالغين جميعاً لابد أن يتعلموا تحمل المسئولية إلا أنها صفة غير منتشرة، وقد يدرك الرجل أن عليه تحمل المسئولية في عمله ولا يدرك أنه عليه تحملها أيضاً في بيته، فهو يرى أن مسئوليته لا تتخطى مسألة الإنفاق على عائلته وهذا خطأ فالزواج مسئولية مشتركة ومستمرة مدى الحياة لا تنتهي بانتهاء دوام العمل أو سداد الفواتير، والأمر كذلك بالنسبة للنساء فالمرأة التي لا تعرف كيف تتولى أمورها بنفسها لن تصلح لتحمل نصفها من المسئولية.
الاستعداد للتضحية
إنجاح الزواج سوف يتطلب الكثير من التضحيات المادية والمعنوية، فوقتك لم يعد ملكك وحدك، وقراراتك أصبحت تؤثر في حياة غيرك لذا سوف يجب عليك أن تضحي ببعض الأشياء التي تحبها وأن تضع مصلحة بيتك وعائلتك قبل مصلحتك ورغباتك الشخصية.
تقديس مؤسسة الزواج
الزواج هو تجربة حياتية قد تنجح وقد تفشل مثل جميع الأمور الأخرى التي تتضمنها الحياة، ولكنه تجربة مكلفة مادياً ونفسياً لذا لا يجب أن تدخلها بدون الاستعداد الصحيح، ويجب أن تكون ملتزماً بها في قرارة نفسك، فإن كنت تفكر أن تقدم على الأمر على أية حال وفي حالة الفشل تبتعد وتمضي في طريقك في سلام فأنت مخطئ، فبالإضافة للتكلفة المادية للزواج فإن هناك طرفاً آخر سوف يتأذى كثيراً بعدم اكتراثك وعدم بَذْلك الجهد الكافي لإنجاح الأمر، والأمر أسوأ بالطبع في حال وجود الأطفال، وأنت نفسك لن تنجو من ذلك الأذى وسوف تخرج مستهلَكاً من تلك العلاقة.
الطلاق حل أخير
وهذا يقع تحت تقديس مؤسسة الزواج، فعليك أن تفهم أن الزواج لا يضاده الطلاق، وأنه ليس كإنهاء علاقة حميمية والعودة لحياتك في سعادة، فأنت سوف تنهي حياة وتبدأ أخرى ولكنك سوف تكون وحيداً وليس لديك الكثير من المال ومثقل بكثير من الذكريات الأليمة والندم لذا لا تريد أن تسارع بذكر الطلاق عند وقوع أول خلاف بينكما، فالشخص الذي اخترت أن تكمل معه حياتك وبنيت هذا الاختيار على كثير من التفكير والمنطق لاتريد أن تفقده في لحظة غضب وتهور.
قبول التغيير
بالطبع سوف تختلف حياتك كلها بعد الزواج، لذا يجب أن تكون مستعداً لذلك التغيير وأن تتقبل أولوياتك الجديدة وأن تسمح لشخصيتك بالتطور لملائمة ذلك النمط الجديد للحياة بدون التحسر على ما فات.