إنجاب الأطفال هو حدث سعيد لا شك، فالصغار ليسوا فقط مصدر سعادة أبويهم بل هم مصدر سعادة العائلة بأكملها، فهم يستحوذون على اهتمام الجميع وتكون الأولوية لهم دائماً، وفي سبيل ذلك يضحي الوالدان بكثير من الأشياء وتتغير طبيعة علاقتهما عن ما كانت قبل حضور ذلك الطفل، ورغم أن لهما هدفاً مشتركاً وهو مراعاة طفلهما الصغير إلا أنهما لا يستطيعان تجنب المشاكل والخلافات وإتهام أحدهما الآخر بالتقصير وهذا ليس غريباً فرعاية الأطفال تتطلب جهداً كبيراً وتمثل ضغطاً مادياً ومعنوياً على كلا والديه وتقلل ساعات نومهما وترهقهما كثيراً فلا يجدان مساحة للتفاهم والنقاش وحل الخلافات.
ولكن لا داعي للقلق فالحياة الزوجية السعيدة ليست أمراً نادراً بعد إنجاب الأطفال، فكما قلت الأطفال هم مصدر سعادة في الأساس ويكون هدف الأبوين مشترك يريد كلاهما الأفضل للطفل وهذه بداية جيدة لإعادة التفاهم والسعادة للعلاقة الزوجية.
الأطفال ليسوا مسئولية الزوجة وحدها
يجب أن يفهم الرجال ذلك أولاً، الأطفال ليسوا مسئولية زوجتك وحدها، وأنت لا تساعد من باب النُبل ومراعاة زوجتك، بل هم مسئولية مشتركة بينكما، وما تفعله من أجل الاهتمام بأطفالك هو واجبك وليس تفضلاً أو زيادةً منك، فلا تلوم زوجتك على كل مشكلة تتعلق بالأطفال فمرض طفلكما الصغير أو تحصيل طفلكما الأكبر الدراسي الضعيف هو ليس خطأها وليست مشكلتها كي تطالبها بحلها فإن إلقاء اللوم على زوجتك فيما يتعلق بالأطفال سوف يزيد المسافات بينكما ويجعلها تشعر أن هدفكما لم يعد مشتركاً.
تحديد المهام وتقسيمها
جميع الأهداف المشتركة تتطلب التعاون وتقسيم المهام فهذا يجعل الأمور أكثر وضوحاً وسهولة، ويساعد على تنظيم الوقت فتجدا وقتاً إضافياً تقضيانه سوياً بعد أن يكمل كل منكما مهامه، وهذا يضمن ألا يكون العبء ملقاً على أحدكما دون الآخر فيكون مرهقاً أكثر من اللازم ولا يستطيع قضاء بعض الوقت مع شريكه بينما الآخر يراه مقصراً فهو لا يشعر بنفس القدر من التعب.
تخصيص وقت لمتعة العائلة
الوقت الذي يقضيه الوالدان مع أطفالهما عادةً لا يكون ممتعاً، فهو وقت الدراسة والمذاكرة أو وقت الذهاب للمدرسة أو التدريبات الرياضية، كلها مهمات يومية روتينية تصيب الوالدين والأطفال بالملل، لذا يجب تخصيص وقت لمتعة العائلة كلها، في السينما أو مدينة الملاهي أو النادي أو الحدائق فهذا يسعد الأطفال و رؤية الاطفال سعداء يمرحون يسعد أبويهم.
تخصيص وقت لكما فقط
لأن متعة الأطفال تختلف عن متعة الكبار فبالطبع لا يمكن الاعتماد على مشاهدة أفلام ديزني وزيارة السيرك لكي تقضي وقتاً ممتعاً مع زوجتك، فأنتما تحتاجان إلي وقت خاص بكما فقط، تقضيانه معاً كأنكما مخطوبان أو متزوجان حديثاً بدون أطفال، وليكن وقتاً رومانسياً يشمل عشاءًا فاخراً وفيلماً تحبانه وأمسية سعيدة تخلو من الحديث عن مشاكل البيت والأطفال.
المراجع:
https://pairedlife.com/relationships/How-to-stay-happily-married-after-having-children