من المهم أن تقوم العلاقات على الثقة، والثقة تُكتسب ولا تُمنح وبناؤها يستغرق وقتاً، فلا تطلب من شخصاً قابلته منذ عدة أيام أو أسابيع أن يثق بك، والحقيقة أن الأمر لا يتعلق بعدد الأيام والأسابيع، إن الوقت الذي يحتاجه بناء الثقة هو وقتاً لتقييم المواقف المختلفة لمعرفة إن كان ذلك الشخص جديراً بالثقة أم لا، فربما تستطيع أن تثق بصديق عرفته منذ عدة أشهر فقط ولا تثق بآخر تعرفه منذ سنوات لما صدر عنه من مواقف جعلته غير مستحقاً لهذه الثقة.
والأمرُ كذلك في العلاقات الحميمية والزوجية، فقد يكون شريكك أو شريكتك شخصاً طيباً لطيفاً تحب قضاء الوقت معه ولكنك لا تستطيع أن تثق به كلياً، فإليك و إليكِ بعض النصائح لجعل الثقة عنوناً لعلاقتك.
الإخلاص في الحب
أول ما يتبادر للأذهان عن موضوع الثقة في العلاقات هو الإخلاص في الحب وما يضاده وهو الخيانة، وهو بالطبع جزء مهم وكبير من هذا الموضوع، فأول ما عليك إثباته كي تحصل على ثقة شريكتك هو أنك لا تخونها ولا توجد امرأة أخرى في حياتك في نفس منزلتها وأنك مكتفٍ بحبها، وكذلك أنتِ عليكِ أن تثبتي لشريكك أنه وحده في قلبك وأن علاقتكِ بغيره من الرجال هي علاقة سطحية.
إثبات أنه يمكن الاعتماد عليك
وهذا الجزء يخص الرجال أكثر من النساء، فلكي تعلم شريكتك أنك جديراً بالثقة عليك أن تريها أنها يمكن أن تعتمد عليك في شتى الأمور، فالنساء تحب أن تشعر أنك ستكون بجانبها حين تحتاجك، فلا تتأخر في تلبية نداءها حين تطلب مساعدتك في أمر ما، وإن بدا لك الأمر تافهاً لا يحتاج لشخصين للقيام به وأنها كانت يمكن أن تتدبر أمرها بدونك لا تخبرها بذلك وتُعرض عن مساعدتها بل كن بجانبها وساعدها وبعد انقضاء الأمر يمكنك أن تخبرها بما تشعر ولكن احرص على التأكيد أنك دائماً سوف تكون بجانبها ولن تتخلى عنها.
خصوصية العلاقة
لكي تبني الثقة في علاقتك عليك أن تؤكد على أهمية الخصوصية في هذه العلاقة، فيجب أن تكون المشاكل والخلافات بينكما أنتما فقط، ولا يجب أن يتدخل الأهل أو الأصدقاء إلا وقت الضرورة القصوى، وهذا لأنكما الأدرى والأكثر معرفة بطباع بعضكما البعض وبطبيعة الأمور بينكما، وهذا ما لا يفهمه الغرباء ويصدرون نصائحهم بناءًا على خبراتهم وحياتهم والتي قد لا تناسب علاقتكما.
الثقة في النفس قبل الثقة في الشريك
عليك أن تكون واثقاً في نفسك كي تستطيع بناء الثقة في علاقتك مع شريكك، فربما تدعي أن حبيبتك أو زوجتك غير جديرة بالثقة ودائماً ما تشك في تصرفاتها ولكنك قد تكون مخطئاً فأنت لا تثق بنفسك بالقدر الكافي، فتفسر حبها لأصحابها وعائلتها ورغبتها في قضاء الوقت معهم بأنها منحازة لهم وتفضل صحبتهم عليك ولكن هذا خطأ فالرجل الواثق في نفسه لا يشعر بالتهديد من قضاء امرأته وقتاً مع غيره.