إن كنت توشك على الوقوع في حب أحدهم عليك أن تتمهل وتكبح جماح قلبك قليلاً وأن تأخذ وقتاً للتفكير في طبيعة علاقتك مع هذا الشخص والمستقبل المتوقع لعلاقتكما، كما عليك أن تفهم أولاً كيف يراك هذا الشخص؟ وهل يمكن أن يكون واقعاً في حبك هو الآخر أو حتى منجذباً لك؟ ويراك شريكاً مناسباً أم لا؟ هل يلاحظ هذا الشخص انجذابك إليه؟ ماذا بعد أن تقع في حبه؟ هل سوف تعترف له بحبك؟ ماذا تريد أن تكون خطوتك التالية؟ ماذا تفعل إذا لم يبادلك الشعور بالحب؟ ماذا إن كان غير متأكداً بعد مما يريد من علاقتكما؟ ماذا إن كان ما تشعر به هو اعتياد وجود الطرف الآخر وسعادة بوجوده في حياتك وليس حباً بالفعل؟ يجب أن تفكر في كل تلك الأسئلة قبل أن تسمح لنفسك بالوقوع في الحب، يجب أن تفهم جيداً طبيعة علاقتكما وأن تفكر ملياً في ما تريد، هل أنت مستعد لبدء علاقة رسمية تنتهي بالزواج وتكوين أسرة؟ هل تستطيع تحمل المسئولية الآن؟ وهل تستطيع تحمل تكاليف الزواج؟
كيف تفهم علاقتك قبل الوقوع في الحب؟
نحن أحياناً نقع في الحب للتخلص من ألم الشعور بالوحدة فنقنع أنفسنا أننا واقعون في حب أول شخص نقابله والذي قد لا يكون مناسباً، و نكتشف ذلك الخطأ بعد فوات الأوان والتورط في علاقات غير مناسبة فينتهي الأمر بإيذائنا وايذاء الآخرين أيضاً.
لذا عليك أن تحدد طبيعة علاقاتك دائما، ربما تشعر أنك منجذب لذلك الشخص و أن بينكما الكثير من الأمور المشتركة ولكن هذا ليس كافٍ لتسمية ما تشعر به حباً واختيار ذلك الشخص يكون شريك حياتك في ما تبقى منها، فأولاً الحب يُبنى ولا يمنح، وثانيا فإن مقدمات الحب تكمن في شعورك بالرغبة في إسعاد ذلك الشخص، واستعدادك للتضحية من أجله ورغبتك في مشاركته الحقيقية في حياتك، وليس مجرد رغبتك في أن تقضي معه الكثير من الوقت، كما أن وجود الشخص المناسب للوقوع في حبه سوف يجعلك لا تنجذب بسهولة لآخرين فلا يمكنك أن تسمي نفسك واقعاً في الحب وعاشقاً وأنت لا تستطيع أن تلتزم بإخلاصك الكامل لشخص واحد فالحب سوف يجعلك لا ترى غير حبيبك ولا ترى إمكانية أن يصبح أحداً آخر شريكاً لك.
عليك أيضاً أن ترعي الاهتمام لكيفية معاملة الطرف الآخر لك، فقد يكون سعيداً بما يجد منك من اهتمام ولكن لا يفكر أبعد من ذلك، لا يريد فقدانك ولا يريد أن تبتعد عنه ولكن أيضاً لا يريدك أن تقترب أكثر ولا أن يتحول ما بينكما إلي علاقة رسمية، فربما لا يراه وقتا مناسباً له للحب والعلاقات وربما لا يجد فيك الشريك المناسب ولكن لا يريد أن يخسر صداقتك في نفس الوقت، وهذه الأمور تُحل بالمصارحة فقط والسؤال المباشر عن اتجاه هذه العلاقة بينكما ومستقبلها.